Recent Posts

سجل الزوار

مؤسسة محمد السادس للتربية والتكوين

خواطر حول "خواطر الصباح" لعبد الله العروي

بواسطة الأستاذ حميد هيمة بتاريخ الثلاثاء، 1 سبتمبر 2009 | 9/01/2009 11:36:00 م

بقلم عبد السلام بنعبد العالي : موقع أوان .
1- تنحصر هذه "اليوميات" في فترة غير عادية من التاريخ العربي المعاصر، فترة ابتدأت بحرب وانتهت بأخرى. ابتدأت بهزيمة كشفت عن فشل مشروع قومي حالم. وتخللتها أزمة كبرى انتهت ب"محنة". إنها إذن من تلك الفترات التي تظهر فيها الهوة شاسعة بين الواقع وبين الممكن، والتي يكون فيها للمثقف حضور قوي.
2- لا عجب أن يكون الصوت المهيمن في هذه اليوميات هو صوت المثقف، وأن تكون هموم الفاعل فيها هي الهموم المعتادة للمثقف من ولع بالحياة الثقافية في مختلف مظاهرها، ومتابعة للإنتاج الفكري من تأليف وترجمة ونشر، ومساهمة في الندوات وإعداد للأطروحات، وانشغال بالأعمال الجامعية ومتابعة للأحداث السياسية.
3- حتى حضور السياسي لا يتم هنا إلا من خلال همّ ثقافي. ليس الفاعل في هذه اليوميات مشاركا فعالا في الحياة السياسية، ولا منخرطا في اليومي السياسي. انه لا ينضوي في حزب بعينه، ولا يتخذ موقفا سياسيا مقابل آخر، وإنما هو محلل مهووس بالسياسي، "ينتمي" إلى فكرة لا إلى حزب: " لا أستطيع أن أقول مثل ماء العينين: أنا مخاوي، أي أخ لكل شيخ زاوية. لا يرضيهم الانتماء إلى فكرة، إلى حركة، إلى مشروع، المطلوب هو التعلق بأهداب رجل، أن تعلن الولاء لشخص بعينه.
4- إن كان هناك غياب للسياسة في هذه اليوميات، فهناك حضور للسياسي. القضايا الكبرى التي ينصبّ عليها تفكير صاحب هذه اليوميات، والتي تشغل بال المثقف فيها هي قضايا سياسية، هي القضايا السياسية العربية والمغربية: هي هزيمة 67 التي كانت" أشنع من يينا، وأوجع من نوفاره…صدمة نفسانية"، هي إشكالات القضية الفلسطينية، وانتقاد للسياسات العربية، وللحركة الوطنية وعلاقتها بنظام الحكم في المغرب، وانتقاد لكل موقف سياسي ينم عن عدم انفتاح على الحداثة :"يقول العرب إن الحرب جد، لكن في شعرهم فقط، أما في حياتهم اليومية، فإنهم يتخذونها كالسياسة فرجة".

0 التعليقات: