تشن جريدة " التجديد " الذراع الإعلامية لحزب " العدالة و التنمية " ، حزب إداري محافظ ، حربا ضد اعتماد تدريس رواية الراحل" محمد زفزاف " ( محاولة عيش ). حيث طالبت الجريدة المذكورة بسحب الرواية المقررة في مادة اللغة العربية ، الثانوي الإعدادي ، لدواعي أخلاقية و تربوية وليس لاعتبارات نقدية و أدبية و فنية . " هذا الموقف لم يمر بسلام، إذ سرعان ما هبت صحيفة 'الاتحاد الاشتراكي' (الناطقة باسم حزب 'الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية' المشارك في الحكومة) للدفاع عن رواية زفزاف 'محاولة عيش'، وخصصت لذلك ملفا استكتبت فيه عددا من النقاد والباحثين، معربة عن قلقها من 'عودة سيف المنع'، ورأت الصحيفة نفسها أن 'هجوم' صحيفة 'التجديد' على الروية المشار إليها يتأسس على معايير أخلاقية لا تستقيم بالضرورة مع المعايير الجمالية للأدب والتحليل الأدبي ولا مع الشرط البيداغوجي للعملية التربوية التي لا تستجيب للشرط العلمي الأكاديمي البعيد عن أية حسابات سياسية أو معايير أخلاقية.ودخلت صحيفة 'بيان اليوم' (لسان حزب 'التقدم والاشتراكية' الحكومي) على خط مناصرة رواية 'محاولة عيش'؛ حيث ذكّرت بمواقف مشابهة وقعت لأعمال أدبية في الوطن العربي، ومن بينها منع رواية 'موسم الهجرة إلى الشمال' من التدريس ضمن مقررات كلية الآداب بجامعة الخرطوم، وكذا مصادرة روايات أو منعها من التدريس كما حصل مع روايات 'أبناء الحارة' لنجيب محفوظ و'الخبز الحافي' لمحمد شكري و'وليمة لأعشاب البحر' لحيدر حيدر... والقائمة طويلة ـ تكتب 'بيان اليوم' ـ لأمهات الكتب التي صودرت ومنعت من التدريس ولاحقا تم رفع سيف الرقابة والتسلط عنها كليا أو جزئيا. واعتبرت الصحيفة ذاتها أن 'الذين يحاولون تكرار محاولات الضغط والإكراه والتهديد باسم الدفاع عن القيم والمقدسات سيفشلون كما فشلوا في السياسة. وما جرّبه الإخوان المسلمون في مصر والسودان وغيرهما لم يجلب سوى المشاكل، في الوقت الذي يسود العالم تيار جارف ينتصر للحرية والتسامح والخلق والإبداع'. ولاحظت أن كل الروايات التي ناهضها أو حاربها الإخوان المسلمون هنا أو هناك، حطمت أرقاما قياسية في المبيعات والترجمة من العربية لعدة لغات.وتوقعت صحيفة 'النهار المغربية' (المستقلة) أن يؤثر النقاش الدائر حول رواية زفزاف على التقارب المعلن عنه بين حزبي 'الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية' و'العدالة والتنمية' بالنظر لكون الخلاف مرتكزا على مرجعيتين متنافرتين ".
عن القدس العربي ، العدد 6323 - بتصرف .
0 التعليقات:
إرسال تعليق