حميد هيمة ، أستاذ مادة الاجتماعيات ، ثانوية مولاي رشيد ، مشرع بلقصيري .
1- عصر ما قبل التاريخ:
عرفت منطقة الغرب استقراراً بشريا منذ عصور ما قبل التاريخ، كما تدل على ذلك الأبحاث التاريخية التي كشفت عن وجود مجموعة من الأدوات الحجرية، و الأواني الخزفية، و للإشارة فإن أقدم استقرار للإنسان في المغرب يعود إلى حوالي مليون سنة.
لقد شكلت الثروات الطبيعية التي تزخر بها منطقة الغرب حافزاً لاستقرار الرومان بالمنطقة (ما بين القرن الثاني قبل الميلاد إلى حدود القرن الثالث الميلادي)، و قد خلف الرومان بالغرب موروثا حضاريا لازال يشكل ثروة يمكن الاستفادة منها في الميدان السياحي، و يتجلى هذا الموروث في :
موقع بانصا: يقع موقع بانصا في سهل الغرب بالقرب من الطريق الذي يربط سوق الثلاثاء الغرب بمشرع بلقصيري، على منعرج نهر سبو، و قد عرفت تحت إسم سيدي علي بوجنون.أسست بانصا من طرف أوكتافيوس في القرن الأول قبل الميلاد، وقد عرفت كمستعمرة رومانية تحت اسم "جولييا بالنسيا بانسا"، كما وجدت بها آثار قرطاجية كالفخار المزخرف على الأواني، أضف إلى ذلك أن الحفريات التي أجريت بالموقع كشفت على مجموعة من البنايات و الحمامات و الأفران الرومانية تؤكد على الرخاء الذي كان يعيشه سكان المستعمرة المشكلين أساساً من الجنود المسرحين و التجار و الإقطاعيين…. و وجدت بالموقع أيضا تماثيل من الرخام مثل الإله "سيلينوس" المتكئ على قربة، و تمثال "باخوس"، و في نهاية القرن الثالث الميلادي عمل الأثرياء على دفن كنوزهم و غادروا المدينة.
تاموسيدا: تقع على بعد 14 كلم من القنيطرة قرب ضريح الولي علي بن احمد، بتراب الجماعة القروية أولاد اسلامة بجوار نهر سبو، أسست في القرن الأول قبل الميلاد، و قد أكدت الحفريات أن موقع المدينة كان مأهولاً بالسكان منذ القرن الثاني قبل الميلادي، شيدت بهذه المدينة الأثرية بنايات عمومية كالحمام التوأمين، و أخرى دينية كالمعبد الواقع على ضفة النهر، و كانت الطقوس الدينية بالمدينة مزيجا بين الديانات الموريطانية القرطاجية، و الديانة الرومانية. لقد كانت تاموسيدا تقوم بأدوار عسكرية، حيث بنيت بالمدينة قلعة أحيطت بسور منيع، إلى جانب أدوارها الاقتصادية، كما تميزت تاموسيدا بكثرة تماثيلها مثل التمثال القديم "ليس"، و تمثال ربة الحظ، و تمثال الأسير الأعجمي، و قد تم إخلاء المدينة حوالي سنة 285 ميلادية بصفة مفاجئة و نهائية.
غـيـغــا: تقع غيغا على بعد 8 كيلومترات على الضفة اليمنى لواد بهت،وتسمى بسدي جابور،استقر الرومان بالموقع مند القرن الثاني قبل الميلاد،وقد أوجدت الأبحاث الأثرية بالموقع عدة أفرنة خاصة لطهي الخزف ،ويرى العديد من المؤرخين أن غيغا هي نفسها المدينة القديمة جيلدا المذكورة في العديد من النصوص القديمة .
و أفادت الحفريات بوجود مواقع اثرية رومانية أخرى بسهل الغرب،بجوار سوق الأربعاء الغرب،حيث تم العثور على بعض القطع النقدية والخزفية تدل على استقرار الرومان بالمنطقة مند القرن الأول الميلادي.
3 - الآثار الإسلامية:
نظراً للموقع الاستراتجي لمنطقة الغرب و مؤهلاتها الاقتصادية، جعل المنطقة في قلب مخططات الدول المتعاقبة على الحكم المغربي، كما تدل على ذلك بعض الشواهد العمرانية الإسلامية. فيما يلي نماذج لأهم هذه المخلفات العمرانية:
البصرة: تقع آثار مدينة البصرة على الطريق الرئيسية رقم 23 الرابطة بين سوق الأربعاء الغرب و وزان على بعد كيلومتر واحد من مقر جماعة سيدي عمر الحاضي، التابعة لدائرة احد كورت، إقليم سيدي قاسم، نظراً لأهميتها التاريخية فقد أدرجها الظهير الشريف المؤرخ ب 13 غشت 1930 ضمن المآثر التاريخية المصنفة.
و تعتبر هذه المدينة من أهم الحواضر الإدريسية تزامن تأسيسها مع مدينة أصيلة، تعاقب على حكمها أمراء أدارسة إلى حدود 958 ميلادية، و في سنة 973 ميلادية سقطت في أيدي أمويي الأندلس، حيث خرب جزء كبير من المدينة، غير بداية اضمحلال المدينة بشكل واضح بدأ مع بولكين بن زيري، و على الرغم من احتفاظ المدينة بازدهارها النسبي لمدة قرنين فإنها انقرضت نهائياً خلال القرن 12 الميلادي.
أما عن دور المدينة فقد مكنها موقعها الاستراتيجي من لعب دور تجاري مهم، فقد كانت تتحكم من ناحية الشرق في الطريق المؤدية إلى وزان و منطقة الريف و اغمارة، أما من ناحية الشمال فتشرف على الطريق المؤدي إلى ميناء العرائش، أما في الجنوب فتتحكم في الطريق الرابطة بين القصر الكبير و فاس و مكناس، الشيء الذي جعلها عن سوق تجارية كبرى.
المهدية: كانت المهدية تسمى ب"حلق الوادي" و "حلق سبو"، بناها يعقوب المنصور الموحدي و هي عبارة عن كف في البحر، و زندها متصل بالبر، حيث كانت المهدية حصينة محاطة أكثر بالبحر، و يقال أن أصلها فينيقي.
في سنة 1515 ميلادية حاصرها أسطول برتغالي فاحتلها و حصنها و مكث بها خمس سنوات، هدمها سعيد الوطاسي، فتوجه الكونت ليناريس Linarès لتجديد بنائها، و في سنة 1613/1614 ميلادية، استولى عليها الإسبان، حاصرها المجاهد العياشي و مجاهدو فاس الذين الاسبان عام 1631 ميلادية، و قد لعبت المهدية دورا مهماً في افتداء الأسرى، و في 1681 ميلادية، حررها المولى إسماعيل فجهز القلعة بباب ضخم من جهة البر و أقام مسجداً داخل القصبة و قصراً للوالي، و قد وجد فيها 100 مدفع، و تذكر المصادر أن المولى اسماعيل حضرها بنفسه وأسر حوالي 300 جندي اسباني، و جهز القلعة بباب ضخم من جهة البحر. توجد مدينة وزان عند الطريق الرابطة بين فاس و طنجة و موقع البصرة السالف الذكر، و إلى حدود بداية القرن 17 الميلادي، لم تكن سوى قرية صغيرة، و بعد استقرار بعض الشرفاء بها و تأسيسهم هناك لزاويتهم سنة 1678 ميلادية أخذت هذه القرية تعرف نمواً عمرانياً و اقتصادياَ، و تحتضن هذه المدينة مجموعة من المباني التاريخية أهمها جامع المدينة الكبير، و مسجد بني مرين، و مسجد السيد الحاج العربي الذي يميز عمران المدينة.
عرفت منطقة الغرب استقراراً بشريا منذ عصور ما قبل التاريخ، كما تدل على ذلك الأبحاث التاريخية التي كشفت عن وجود مجموعة من الأدوات الحجرية، و الأواني الخزفية، و للإشارة فإن أقدم استقرار للإنسان في المغرب يعود إلى حوالي مليون سنة.
لقد شكلت الثروات الطبيعية التي تزخر بها منطقة الغرب حافزاً لاستقرار الرومان بالمنطقة (ما بين القرن الثاني قبل الميلاد إلى حدود القرن الثالث الميلادي)، و قد خلف الرومان بالغرب موروثا حضاريا لازال يشكل ثروة يمكن الاستفادة منها في الميدان السياحي، و يتجلى هذا الموروث في :
موقع بانصا: يقع موقع بانصا في سهل الغرب بالقرب من الطريق الذي يربط سوق الثلاثاء الغرب بمشرع بلقصيري، على منعرج نهر سبو، و قد عرفت تحت إسم سيدي علي بوجنون.أسست بانصا من طرف أوكتافيوس في القرن الأول قبل الميلاد، وقد عرفت كمستعمرة رومانية تحت اسم "جولييا بالنسيا بانسا"، كما وجدت بها آثار قرطاجية كالفخار المزخرف على الأواني، أضف إلى ذلك أن الحفريات التي أجريت بالموقع كشفت على مجموعة من البنايات و الحمامات و الأفران الرومانية تؤكد على الرخاء الذي كان يعيشه سكان المستعمرة المشكلين أساساً من الجنود المسرحين و التجار و الإقطاعيين…. و وجدت بالموقع أيضا تماثيل من الرخام مثل الإله "سيلينوس" المتكئ على قربة، و تمثال "باخوس"، و في نهاية القرن الثالث الميلادي عمل الأثرياء على دفن كنوزهم و غادروا المدينة.
تاموسيدا: تقع على بعد 14 كلم من القنيطرة قرب ضريح الولي علي بن احمد، بتراب الجماعة القروية أولاد اسلامة بجوار نهر سبو، أسست في القرن الأول قبل الميلاد، و قد أكدت الحفريات أن موقع المدينة كان مأهولاً بالسكان منذ القرن الثاني قبل الميلادي، شيدت بهذه المدينة الأثرية بنايات عمومية كالحمام التوأمين، و أخرى دينية كالمعبد الواقع على ضفة النهر، و كانت الطقوس الدينية بالمدينة مزيجا بين الديانات الموريطانية القرطاجية، و الديانة الرومانية. لقد كانت تاموسيدا تقوم بأدوار عسكرية، حيث بنيت بالمدينة قلعة أحيطت بسور منيع، إلى جانب أدوارها الاقتصادية، كما تميزت تاموسيدا بكثرة تماثيلها مثل التمثال القديم "ليس"، و تمثال ربة الحظ، و تمثال الأسير الأعجمي، و قد تم إخلاء المدينة حوالي سنة 285 ميلادية بصفة مفاجئة و نهائية.
غـيـغــا: تقع غيغا على بعد 8 كيلومترات على الضفة اليمنى لواد بهت،وتسمى بسدي جابور،استقر الرومان بالموقع مند القرن الثاني قبل الميلاد،وقد أوجدت الأبحاث الأثرية بالموقع عدة أفرنة خاصة لطهي الخزف ،ويرى العديد من المؤرخين أن غيغا هي نفسها المدينة القديمة جيلدا المذكورة في العديد من النصوص القديمة .
و أفادت الحفريات بوجود مواقع اثرية رومانية أخرى بسهل الغرب،بجوار سوق الأربعاء الغرب،حيث تم العثور على بعض القطع النقدية والخزفية تدل على استقرار الرومان بالمنطقة مند القرن الأول الميلادي.
3 - الآثار الإسلامية:
نظراً للموقع الاستراتجي لمنطقة الغرب و مؤهلاتها الاقتصادية، جعل المنطقة في قلب مخططات الدول المتعاقبة على الحكم المغربي، كما تدل على ذلك بعض الشواهد العمرانية الإسلامية. فيما يلي نماذج لأهم هذه المخلفات العمرانية:
البصرة: تقع آثار مدينة البصرة على الطريق الرئيسية رقم 23 الرابطة بين سوق الأربعاء الغرب و وزان على بعد كيلومتر واحد من مقر جماعة سيدي عمر الحاضي، التابعة لدائرة احد كورت، إقليم سيدي قاسم، نظراً لأهميتها التاريخية فقد أدرجها الظهير الشريف المؤرخ ب 13 غشت 1930 ضمن المآثر التاريخية المصنفة.
و تعتبر هذه المدينة من أهم الحواضر الإدريسية تزامن تأسيسها مع مدينة أصيلة، تعاقب على حكمها أمراء أدارسة إلى حدود 958 ميلادية، و في سنة 973 ميلادية سقطت في أيدي أمويي الأندلس، حيث خرب جزء كبير من المدينة، غير بداية اضمحلال المدينة بشكل واضح بدأ مع بولكين بن زيري، و على الرغم من احتفاظ المدينة بازدهارها النسبي لمدة قرنين فإنها انقرضت نهائياً خلال القرن 12 الميلادي.
أما عن دور المدينة فقد مكنها موقعها الاستراتيجي من لعب دور تجاري مهم، فقد كانت تتحكم من ناحية الشرق في الطريق المؤدية إلى وزان و منطقة الريف و اغمارة، أما من ناحية الشمال فتشرف على الطريق المؤدي إلى ميناء العرائش، أما في الجنوب فتتحكم في الطريق الرابطة بين القصر الكبير و فاس و مكناس، الشيء الذي جعلها عن سوق تجارية كبرى.
المهدية: كانت المهدية تسمى ب"حلق الوادي" و "حلق سبو"، بناها يعقوب المنصور الموحدي و هي عبارة عن كف في البحر، و زندها متصل بالبر، حيث كانت المهدية حصينة محاطة أكثر بالبحر، و يقال أن أصلها فينيقي.
في سنة 1515 ميلادية حاصرها أسطول برتغالي فاحتلها و حصنها و مكث بها خمس سنوات، هدمها سعيد الوطاسي، فتوجه الكونت ليناريس Linarès لتجديد بنائها، و في سنة 1613/1614 ميلادية، استولى عليها الإسبان، حاصرها المجاهد العياشي و مجاهدو فاس الذين الاسبان عام 1631 ميلادية، و قد لعبت المهدية دورا مهماً في افتداء الأسرى، و في 1681 ميلادية، حررها المولى إسماعيل فجهز القلعة بباب ضخم من جهة البر و أقام مسجداً داخل القصبة و قصراً للوالي، و قد وجد فيها 100 مدفع، و تذكر المصادر أن المولى اسماعيل حضرها بنفسه وأسر حوالي 300 جندي اسباني، و جهز القلعة بباب ضخم من جهة البحر. توجد مدينة وزان عند الطريق الرابطة بين فاس و طنجة و موقع البصرة السالف الذكر، و إلى حدود بداية القرن 17 الميلادي، لم تكن سوى قرية صغيرة، و بعد استقرار بعض الشرفاء بها و تأسيسهم هناك لزاويتهم سنة 1678 ميلادية أخذت هذه القرية تعرف نمواً عمرانياً و اقتصادياَ، و تحتضن هذه المدينة مجموعة من المباني التاريخية أهمها جامع المدينة الكبير، و مسجد بني مرين، و مسجد السيد الحاج العربي الذي يميز عمران المدينة.
مقتبس من بحث الاجازة : الضيعات الكولونيالية بمنطقة الغرب ، شعبة التاريخ ، جامعة ابن طفيل 2005
0 التعليقات:
إرسال تعليق