المصطفى صوليح elmostafa.soulaih@menara.ma
فيما يتجاوز مفهوم المواطن ( citizen ) المعنى المعجمي ليدل على الفرد المشارك، فإن مفهوم المواطنة (citizenship) هو بدوره يفوق ذلك ليحيل على عملية المشاركة وعلى فعل الفرد المواطن فيها. وهكذا، ففي التعريف الكلاسيكي الذي يختزله قراء التاريخ الأوروبي القديم، يقصد من مفهوم المواطن عند الإغريق كما نشا في أثينا الديمقراطية، الفرد من خارج العبيد والنساء والأجانب الذي يشارك بحرية في الشؤون المدنية والسياسية على قدم المساواة مع غيره من الأفراد الأحرار.
وهو المفهوم الذي توسع بعد ذلك في روما ليشمل، من حيث الفئات، العامة ثم الشعوب الأخرى الخاضعة للإمبراطورية الرومانية، ليتخذ بعدا قانونيا انطلاقا من سنة 212 م إثر إصدار الإمبراطور كاراكالا لنص تشريعي حمائي للمواطن لكن مع الاستمرار في استثناء العبيد و النساء والفئات الأكثر فقرا من هذه الوضعية. وفي حين يتم تسجيل غياب هذا المفهوم في اللغات الأصلية لشعوب بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط القديمة، فإن هناك من الباحثين من يقولون بأن الذي غاب، أصلا، هو نفس التسمية التي ليس من المفروض أن تكون متطابقة في كل الحضارات الإنسانية المختلفة. ودون تفصيل حول المشاركة المتساوية في الحياة العامة التي ضمنتها فئات النبلاء والكهنة والمحاربين المنتمية إلى دويلات المدن في بلاد الرافدين وغيرها التي سبقت أو زامنت حضارة أثينا وروما، ولا حول المدونات القانونية التي عرفتها المنطقة مثل مدونة أورنامو الصادرة في القرن الواحد والعشرين قبل الميلاد، ومدونة حمو رابي التي تعود إلى النصف الأول من القرن الثامن عشر قبل الميلاد والتي تعتبر بموادها البالغة 282 مادة أضخم تقعيد عرفي في عصرها للحقوق والواجبات لفائدة الأحرار ....
لمتابعة قراءة هذه الدراسة القيمة - أنقر-ي هــنـــا
0 التعليقات:
إرسال تعليق