بقلم حميد هيمة .
إذا كان سكان منطقة الغرب قد تخلصوا مؤقتا من المعانات المباشرة للفيضانات على معيشهم اليومي ، فإنهم الآن يواجهون ظروف عيش قاسية وصفوها ب "الجحيم "؛ كعنوان عريض يكثف فقرات من أشكال البؤس و مظاهر الفقر الاجتماعي . هذا الجحيم الذي استوطن مخيال هؤلاء البسطاء : المتشائم منهم ينسج سيناريوهات سوداء لفوبيا الفيضانات ، أما المتفائل فيتمثل لمستقبل جميل ؛ حيث ستتلاشى فيه معالم جحيم باديتهم بفعل تدخل الدولة ، كما تلاشت أحلامهم في موسم فلاحي جيد بفعل غضب الطبيعة. "الحرة " ترصد معانات ساكنة الغرب ما بعد نكبة الفيضانات .
1- سنة فلاحية " بيضاء " في ظل شح الدعم :
- أدت السيول الجارفة ، التي اجتاحت منطقة الغرب في مطلع السنة الجارية ، إلى ضياع الممتلكات و إتلاف المنتجات الزراعية و نفوق أعداد مهمة من المواشي أو هلاكها بسبب تحول المراعي إلى مرجات ، في ظل أوضاع اقتصادية متأزمة لمعظم الفلاحين جراء تعاقب سنوات الجفاف خلال الأعوام الماضية كمعطى "بنيوي " يسم المناخ في المغرب . و مما زاد الأوضاع استفحالا ، حسب شهادات استقتها " الوطن الآن " ، من حيث ممكنات الاستغلال الزراعي كنشاط اقتصادي مهيمن في المنطقة ، هو عدم تمكن الفلاحين من استغلال أراضيهم في إطار المزروعات الربيعية ، نظرا للتقلبات المناخية غير الملائمة ، و بسبب عدم اجتفاف " المرجات " الجديدة ، و تدهور التربة و فقدانها لخصوبتها ، حسب ما صرح به فلاح من الجماعة القروية للمكرن التابعة إداريا لإقليم القنيطرة . و إذا كانت هذه الوضعية ناجمة عن عوامل ظرفية متصلة بكارثة الفيضانات ، فإن لها أيضا عوامل بنيوية ، تحول دون التطور الكمي و النوعي للإنتاج الفلاحي بالمنطقة ، مرتبطة بطبيعة المشارات المجهرية الناجمة عن سيادة أراضي الجموع .
من جانب أخر ، اشتكى الفلاحون في "دوار أولاد بلخير " من ضعف و محدودية المساعدات ( بذور ، أسمدة ) ، التي قدمتها الجهات المسئولة للمتضررين ، لأن هذه المساعدات ، حسب هؤلاء الفلاحين أنفسهم ، غير كافية لإنقاذ الموسم الفلاحي ؛ الذي تكبدوا فيه خسائر مادية جسيمة : ضياع المزروعات ، تهدم البيوت الطينية ، تآكل الطرق المتدهورة أصلا ،،، الخ .
أما في أحد الدواوير التابعة لدائرة الحوافات ، فتساءل الفلاحون المتضررون عن مصير الاعتمادات و المساعدات المخصصة من طرف الحكومة للتخفيف من حدة أثار الفيضانات التي غمرت منطقتهم . و في سياق متصل ، اشتكى مستشارون جماعيون بالجماعة القروية للحوافات، في رسالة إلى عامل إقليم سيدي قاسم ، تحتفظ الجريدة بنسخة منها ، من إقصاء عدة دواوير من إعانة الدولة المخولة للمتضررين لدواعي سياسية ، حسب نص الشكاية .
يذكر أن عدد من الدواوير كانت قد انتظمت ، لحظة الفيضانات ، في مسيرات جماعية ، تألفت من الأطفال و النساء و الشيوخ ، للتنديد بما أسموه " تقاعس " الجهات المعنية في مساعدتهم لتجاوز محنة و أثار الفيضانات ؛ تعرضت بعض هذه الأشكال الاحتجاجية ل "القمع " لثني المتضررين من الوصول إلى مقر عمالة إقليم سيدي قاسم.
و تطابقت تصريحات الفلاحين على أن الموسم الفلاحي لهذه السنة ، يعد سنة فلاحية "بيضاء " ، لن يجن منه هؤلاء سوى البؤس و الفقر ، حسب ما صرح به الطالب (م-س) ينحدر من أحد الدواوير المتضررة ، مع ما ترتب عن ذلك من تعميق ل" الإقصاء و التهميش " ؛ كعبارة باتت دارجة على لسان سكان المنطقة في سياق تناولهم لموضوع / فوبيا الفيضانات .
2- " حريك " جماعي من جحيم دواوير الغرب :
- جحيم دواوير بوادي الغرب هو عنوان عريض يكثف فقرات من أشكال البؤس و الفقر الاجتماعي ، حسب تعليق لفاعل جمعوي بمدينة مشرع بلقصيري . و أضاف في تصريحه للجريدة ، أن كل دواوير الغرب تفتقر للطرق المعبدة أو هي في حالة متدهورة ، كما هو الحال على سبيل الذكر لا الحصر ، الطريق الرابط بين "دار الكداري" و "مشرع بلقصيري" . فضلا عن غياب أو ضعف الخدمات الاجتماعية الضرورية .و مما يزيد الوضع تعقيدا ، كما عاينت الجريدة ، هو انتشار البيوت الطينية (الخيمة ) التي تعرضت لأضرار بالغة بفعل السيول المائية القوية .
و كمحصلة لقساوة الطبيعة و ضعف استفادة السكان من السياسات التنموية خلال الخمسينية الماضية، مما أنتج أوضاعا متأزمة ، أجبر الفلاحون المتضررون امتطاء خيار مغادرة قراهم و الهجرة نحو المدن و المراكز الحضرية في جهة الغرب هروبا من جحيم البادية / "العروبية " ؛ التي تفتقر للحد الأدنى من مقومات العيش الكريم . و يقصد هؤلاء الفارين من " جحيم البادية " هوامش المدن لتعزيز الأحياء الصفيحية و العشوائية ، التي لم تتخلص منها بعد مدن جهة الغرب الشراردة بني احسن . مع ما سيخلف هذا " الحريك " من إفرازات سوسيواقتصادية سلبية مرتبطة بظاهرة إفراغ البوادي من السواعد العاملة ، و أيضا انعكاسات سوسيومجالية لمشكلة ترييف المدن .
إذا كان سكان منطقة الغرب قد تخلصوا مؤقتا من المعانات المباشرة للفيضانات على معيشهم اليومي ، فإنهم الآن يواجهون ظروف عيش قاسية وصفوها ب "الجحيم "؛ كعنوان عريض يكثف فقرات من أشكال البؤس و مظاهر الفقر الاجتماعي . هذا الجحيم الذي استوطن مخيال هؤلاء البسطاء : المتشائم منهم ينسج سيناريوهات سوداء لفوبيا الفيضانات ، أما المتفائل فيتمثل لمستقبل جميل ؛ حيث ستتلاشى فيه معالم جحيم باديتهم بفعل تدخل الدولة ، كما تلاشت أحلامهم في موسم فلاحي جيد بفعل غضب الطبيعة. "الحرة " ترصد معانات ساكنة الغرب ما بعد نكبة الفيضانات .
1- سنة فلاحية " بيضاء " في ظل شح الدعم :
- أدت السيول الجارفة ، التي اجتاحت منطقة الغرب في مطلع السنة الجارية ، إلى ضياع الممتلكات و إتلاف المنتجات الزراعية و نفوق أعداد مهمة من المواشي أو هلاكها بسبب تحول المراعي إلى مرجات ، في ظل أوضاع اقتصادية متأزمة لمعظم الفلاحين جراء تعاقب سنوات الجفاف خلال الأعوام الماضية كمعطى "بنيوي " يسم المناخ في المغرب . و مما زاد الأوضاع استفحالا ، حسب شهادات استقتها " الوطن الآن " ، من حيث ممكنات الاستغلال الزراعي كنشاط اقتصادي مهيمن في المنطقة ، هو عدم تمكن الفلاحين من استغلال أراضيهم في إطار المزروعات الربيعية ، نظرا للتقلبات المناخية غير الملائمة ، و بسبب عدم اجتفاف " المرجات " الجديدة ، و تدهور التربة و فقدانها لخصوبتها ، حسب ما صرح به فلاح من الجماعة القروية للمكرن التابعة إداريا لإقليم القنيطرة . و إذا كانت هذه الوضعية ناجمة عن عوامل ظرفية متصلة بكارثة الفيضانات ، فإن لها أيضا عوامل بنيوية ، تحول دون التطور الكمي و النوعي للإنتاج الفلاحي بالمنطقة ، مرتبطة بطبيعة المشارات المجهرية الناجمة عن سيادة أراضي الجموع .
من جانب أخر ، اشتكى الفلاحون في "دوار أولاد بلخير " من ضعف و محدودية المساعدات ( بذور ، أسمدة ) ، التي قدمتها الجهات المسئولة للمتضررين ، لأن هذه المساعدات ، حسب هؤلاء الفلاحين أنفسهم ، غير كافية لإنقاذ الموسم الفلاحي ؛ الذي تكبدوا فيه خسائر مادية جسيمة : ضياع المزروعات ، تهدم البيوت الطينية ، تآكل الطرق المتدهورة أصلا ،،، الخ .
أما في أحد الدواوير التابعة لدائرة الحوافات ، فتساءل الفلاحون المتضررون عن مصير الاعتمادات و المساعدات المخصصة من طرف الحكومة للتخفيف من حدة أثار الفيضانات التي غمرت منطقتهم . و في سياق متصل ، اشتكى مستشارون جماعيون بالجماعة القروية للحوافات، في رسالة إلى عامل إقليم سيدي قاسم ، تحتفظ الجريدة بنسخة منها ، من إقصاء عدة دواوير من إعانة الدولة المخولة للمتضررين لدواعي سياسية ، حسب نص الشكاية .
يذكر أن عدد من الدواوير كانت قد انتظمت ، لحظة الفيضانات ، في مسيرات جماعية ، تألفت من الأطفال و النساء و الشيوخ ، للتنديد بما أسموه " تقاعس " الجهات المعنية في مساعدتهم لتجاوز محنة و أثار الفيضانات ؛ تعرضت بعض هذه الأشكال الاحتجاجية ل "القمع " لثني المتضررين من الوصول إلى مقر عمالة إقليم سيدي قاسم.
و تطابقت تصريحات الفلاحين على أن الموسم الفلاحي لهذه السنة ، يعد سنة فلاحية "بيضاء " ، لن يجن منه هؤلاء سوى البؤس و الفقر ، حسب ما صرح به الطالب (م-س) ينحدر من أحد الدواوير المتضررة ، مع ما ترتب عن ذلك من تعميق ل" الإقصاء و التهميش " ؛ كعبارة باتت دارجة على لسان سكان المنطقة في سياق تناولهم لموضوع / فوبيا الفيضانات .
2- " حريك " جماعي من جحيم دواوير الغرب :
- جحيم دواوير بوادي الغرب هو عنوان عريض يكثف فقرات من أشكال البؤس و الفقر الاجتماعي ، حسب تعليق لفاعل جمعوي بمدينة مشرع بلقصيري . و أضاف في تصريحه للجريدة ، أن كل دواوير الغرب تفتقر للطرق المعبدة أو هي في حالة متدهورة ، كما هو الحال على سبيل الذكر لا الحصر ، الطريق الرابط بين "دار الكداري" و "مشرع بلقصيري" . فضلا عن غياب أو ضعف الخدمات الاجتماعية الضرورية .و مما يزيد الوضع تعقيدا ، كما عاينت الجريدة ، هو انتشار البيوت الطينية (الخيمة ) التي تعرضت لأضرار بالغة بفعل السيول المائية القوية .
و كمحصلة لقساوة الطبيعة و ضعف استفادة السكان من السياسات التنموية خلال الخمسينية الماضية، مما أنتج أوضاعا متأزمة ، أجبر الفلاحون المتضررون امتطاء خيار مغادرة قراهم و الهجرة نحو المدن و المراكز الحضرية في جهة الغرب هروبا من جحيم البادية / "العروبية " ؛ التي تفتقر للحد الأدنى من مقومات العيش الكريم . و يقصد هؤلاء الفارين من " جحيم البادية " هوامش المدن لتعزيز الأحياء الصفيحية و العشوائية ، التي لم تتخلص منها بعد مدن جهة الغرب الشراردة بني احسن . مع ما سيخلف هذا " الحريك " من إفرازات سوسيواقتصادية سلبية مرتبطة بظاهرة إفراغ البوادي من السواعد العاملة ، و أيضا انعكاسات سوسيومجالية لمشكلة ترييف المدن .
0 التعليقات:
إرسال تعليق